رونالدو يقود البرتغال للفوز بدوري الأمم الأوروبية 2025 بملحمة مُذهلة

المؤلف: عادل الخديدي (جدة) Aazizz18@09.01.2025
رونالدو يقود البرتغال للفوز بدوري الأمم الأوروبية 2025 بملحمة مُذهلة

في أمسية خالدة، ستبقى محفورة في ذاكرة كرة القدم، وعلى أرضية ملعب أليانز أرينا الشامخ في ميونيخ، استطاع الأسطورة كريستيانو رونالدو أن يكسر حاجز الصمت وينهي فترة العطش الطويلة، ليقود منتخب البرتغال بكل اقتدار نحو منصة التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية 2025. هذا الإنجاز تحقق بعد مباراة أسطورية وماراثونية ضد المنتخب الإسباني العنيد، والتي حُسمت في نهاية المطاف بركلات الترجيح المثيرة بنتيجة 5-4، بعد تعادل الفريقين بنتيجة 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي.

رونالدو، الذي تألق كعادته وسجل الهدف الثاني لمنتخب بلاده خلال مجريات اللقاء، استمر في كتابة سطور جديدة في ملحمته الكروية الخالدة، ليس فقط كموهبة كروية فذة، بل كمقاتل شرس لا يعرف الاستسلام، ومحارب ضروس لا يلين.

قبل ساعات قليلة من هذه الموقعة الحاسمة، كان السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع:

هل سيكون قميص المنتخب الوطني هو المنقذ لرونالدو بعد أن خذلته قمصان الأندية في الفترة الأخيرة؟

ولكن الليلة، جاء الرد مدويًا من قلب مدينة ميونيخ الألمانية.

رونالدو، وفي سن الأربعين، يرفع الكأس الغالية عاليًا، ليخرس بذلك كل الأصوات المشككة، ويرد بقوة في وجه كل من ظن أن العمر قد أثقل كاهله وأنه لم يعد قادرًا على العطاء، وذلك بعد سنوات عجاف من الجفاف والانتظار، وذكريات مؤلمة تراكمت منذ آخر تتويج له في شهر مايو من عام 2021 مع فريق يوفنتوس الإيطالي.

منذ ذلك الحين، تغيرت الأندية التي لعب لها، وتبدلت الملاعب التي وطأتها قدماه، ولكن النتيجة النهائية بقيت على حالها: غياب الألقاب.

فقد خسر مع فريق النصر السعودي نهائي كأس الملك 2024، ونهائي كأس السوبر السعودي 2025، كما سقط في الدور نصف النهائي من بطولة كأس آسيا للأندية النخبة.

على الرغم من تحقيقه لـ 112 مساهمة تهديفية في 103 مباريات، وهي أرقام مذهلة تخطف الأبصار، إلا أن الذهب بقي عصيًّا عليه، حتى أضاءت ليلة ميونيخ سماءه.

رونالدو سجّل هدفًا، ثم صمد ببسالة، ثم وقف شامخًا في دائرة المنتصرين وهو يشاهد زملاءه وهم يتناوبون على تسديد ركلات الترجيح بكل ثقة واقتدار... خمس ركلات ناجحة للبرتغال، وركلة أخيرة ضائعة من المنتخب الإسباني، كانت كافية لإغراق أرضية الملعب بدموع الفرح والبهجة.

وهنا، لم يكن المشهد مجرد الفوز بكأس، بل كان عن قصة رجل عاد من حافة النهاية، ووقف بكل فخر واعتزاز في المنتصف بين ماضيه الحافل بالإنجازات المتلألئة وحاضره المتعطش للمزيد من الألقاب والانتصارات.

في المقابل، كان النجم الإسباني الصاعد بقوة الصاروخ، لامين يامال، الذي تألق بشكل لافت في الدور نصف النهائي، مجرد متفرج على نهاية قصة كتبها التاريخ بأحرف من ذهب للاعب الأسطوري كريستيانو رونالدو، وليس له.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة